أخباراستعراض الصحافةسیاسةالعالمtop

مقابلة حصرية لصحيفة الإخبارية الأفغانية “هيواد” مع حسام بدران عضو المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية

كابول/22 رجب/ باختر نقلا عن صحيفة هيواد

بداية رحبت صحيفة الإخبارية الأفغانية “هيواد” بالعضو المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامي السيد حسام بدران وطرح عليه عدد من الأسئلة.

 من المناسب أنكم قمتم قبل بدء عملية طوفان الأقصى بتقييم كل الخسائر والإصابات والمظالم الإسرائيلية التي جرت في غزة ،هل هذا صحيح؟!

يبدو أنكم قد استعدتم لخوض معركة طويل المدى قبل بدء عملية طوفان الأقصى فهل هذا صحيح؟!

نحن نتعامل مع احتلال وحشي لم تتوقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة، ومن قبلها كانت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر بحق الفلسطينيين، والذاكرة الفلسطينية مليئة بمئات الشواهد على قسوة هذا الاحتلال وعدم وجود أي وازع أخلاقي أو قانوني لديه، وعليه فإن هذه العملية عندما بدأناها كنا نعلم أن هناك ثمن كبير سندفعه وسيدفعه الشعب الفلسطيني، وهذا ما دأب الاحتلال على فعله طيلة عقود الاحتلال عبر الانتقام من المدنيين بعد فشله وعجزه أمام المقاومة الباسلة للشعب الفلسطيني.

نحن نخوض معركة ستحدد مصير القضية الفلسطينية لسنوات طويلة، وهذا الثمن الذي ندفعه نعتبر أنه جزء من مسار طويلا ارتضاه شعبنا بهدف تحرير فلسطين وأن ينعم أهلها بالاستقلال وتقرير مصيره.

اما عن الخسائر، فهذه ضريبة من يقرر المقاومة ببسالة، والشعب الأفغاني المجاهد لديه تجربة عظيمة في هذا الشأن، عندما قاتل لعشرين عام ضد تحالف دولي، دون كلل أو تراجع، إن هذه التجربة كانت ملهمة للشعوب العربية والإسلامية وبشرى بانتصارات قادمة للعالم الإسلامي.

لقد كانت تجربة الشعب الأفغاني البطل هي آخر التجارب التي عرفها العالم لمجتمع صبر وقاتل وصمد ثم انتصر .. هذه التجربة وتجارب أخرى كتجربة الشعبين العراقي والجزائري وغيرهما .. كلها ملهمة لنا للاستمرار في طريق الجهاد وعدم اليأس حتى لو دفعنا أثمان كبيرة لأننا ندرك أن التحرير له ثمن غال وكبير.

أما عن الاستعداد فنحن لم نتوقف ولو للحظة عن الاستعداد والتجهيز ضد الاحتلال الإسرائيلي، بما تيسر لنا من إمكانيات ووسائل عملنا على تطويرها بعقول فلسطينية، وبفضل الله أتت ثمار هذا الاستعداد بنجاح عملية العبور يوم ٧ أكتوبر وتدمير فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي في غضون ساعات قليلة وأسر عشرات الجنود، ونسف هيبة إسرائيل، كما تظهر نتائج الاستعداد من الصمود الكبير للمقاومة وعلى رأسها كتائب القسام وقدرتها بعد قرابة ١١٠ أيام على المقاومة والمواجهة وإيقاع عشرات القتلى وآلاف الجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي كما يعلن هو، أما تقديراتنا لحجم خسائره فهي أكبر بكثير مما يروج له في الاعلام.

 لماذا بدأت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر بالتحديد؟ لو تخبرونا بالتوضيح !

عملية طوفان الأقصى تأتي في إطار مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال المستمر لأكثر من سبعة عقود، وهي التطور الطبيعي لتاريخ حافل من المواجهة مع إسرائيل، لكن توقيتها يأتي في ظروف صعبة على القضية الفلسطينية، حاولت فيها إسرائيل بدعم من دول غربية عديدة وعلى رأسها أمريكا إنهاء القضية الفلسطينية وعزلها عن حواضنها من خلال إبقاء الهيمنة الإسرائيلية على الفلسطينيين وتكريس الاحتلال ومحاولات ضم أراضي الضفة الغربية وتهويد القدس واستمرار حصار غزة، مع محاولات واسعة لدمج إسرائيل في المنطقة من خلال مبادرات التطبيع.

لقد خرج نتنياهو في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل عملية طوفان الأقصى بشهر يتفاخر بنجاحه في تهميش القضية الفلسطينية ويروج للتطبيع مع العالم العربي والإسلامي بلا ثمن، وأمام هذه التحديات الخطيرة كان يجب على الشعب الفلسطيني أن يقول كلمته.

هل يمكن أن تكون أهدافكم (حماس) وحزب الله واحدة؟

إن سياستنا دائما قائمة على الالتقاء حول الأهداف المشتركة، واليوم لبنان يتعرض لهجمات إسرائيلية متكررة وتهديدات بالحرب والتدمير نتيجة لموقف حزب الله الواضح في وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني والمقاومة، وهذا موقف الشعب اللبناني وكذلك موقف قوى وشعوب المنطقة كما هو في اليمن والعراق.

شعوب المنطقة وقواها الحية لا زالت تعتبر إسرائيل عدوها الأول، على الرغم من الخلافات التي تحدث بين مكونات الأمة بسبب قضايا أخرى إلا أن القضية الفلسطينية تبقى جامعة لكل الأحرار في المنطقة والعالم.

 بالنظر إلى الأيام والليالي الصعبة التي مرت عليكم؛ أي دولة إسلامية تتفقون مع موقفها تجاه غزة الأبية؟ ما هي تلك الدول ، الأولى والثانية والثالثة؟!!

في البداية يجب أن نذكر بموقف الشعوب العربية والإسلامية وحتى في خارج العالم الإسلامي التي أبدت تضامناً واسعاً وكبيراً مع الشعب الفلسطيني المظلوم، ونددت بالمجازر الإسرائيلية وحرب الإبادة التي تمارس ضد أهالي قطاع غزة.

كما ان موقف الحكومات العربية والإسلامية المندد بالجرائم الإسرائيلية كان مهم في تعزيز موقف الشعب الفلسطيني، لكن أرى أن هناك ما يمكن فعله أكثر مما نراه الآن، ويمكن للحكومات العربية والإسلامية أن تتخذ مواقف واضحة أمام المجتمع الغربي خاصة أمريكا بشأن الإبادة التي تجري للشعب الفلسطيني.

 بأي شروط تستعدون للجلوس أمام طاولة المفاوضات مع إسرائيل؟!

لقد حددنا شروطنا منذ البداية وقد أعدنا للوسطاء تكرار موقفنا لضمان نجاح أي صفقة، وشروطنا هي الوقف الفوري والكامل لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة وليس مجرد هدنة مؤقتة، وأن يتم الإفراج عن جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية على قاعدة “الكل مقابل الكل”، وأن تكون هناك ضمانات لإعادة الإعمار، وتعويض جميع المتضررين، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

 باعتبارك متحدثا باسم حركة المقاومة الإسلامية ،حماس وشاهد عيان، كيف تصف وضع سكان غزة للأمة الإسلامية ؟

للأسف الوضع الإنساني كارثي بفعل نازية الاحتلال الإسرائيلي، واليوم تحاكم إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية، ولو كان هناك جريمة أشد من هذه الجريمة لوصفنا بها أفعال الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.

خلال أقل من 4 شهور من العدوان المتواصل، نحن نتحدث عن قرابة ٢٦ ألف شهيد بينهم أكثر من ١٠ آلاف طفل، إضافة إلى ٧ آلاف لا زالوا مدفونين تحت الأنقاض، وقرابة ٦٠٪ من المباني في قطاع غزة تم تدميرها، إضافة إلى المجاعة التي تحدق بالسكان هناك، وتدمير أي مقومات للصمود كانهيار نظام الرعاية الصحية من خلال تدمير المستشفيات، عدا عن تدمير كافة الجامعات والمعاهد التعليمية وتدمير المساجد وغيرها.

كيف تقيِّمون دور الصحافة والإعلام في هذه العملية التاريخية؟

لعبت الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي دوراً هاماً في فضح الرواية الإسرائيلية، وعلى الرغم من تمسك بعض المنصات الإعلامية في الغرب بدعم إسرائيل، إلا أن دور الصحفيين والصحافة الحرة حول العالم وكذلك دور الجيل الشاب في العالم الذي يتداول صور المجازر وحرب الإبادة ضد قطاع غزة، ساعدنا في كشف حقيقة إسرائيل أمام العالم، ومنحنا القدرة على التأكيد على رؤيتنا لهذا العدو باعتباره احتلالاً غير مسبوق في وحشيته، كما ساعد الدور المهم الذي لعبته الصحافة الحرة في إحراج العالم الغربي الذي تواطأ في بداية المعركة بشكل واضح وصريح مع حرب الإبادة قبل أن تجربه ضغوط الرأي العام المتشكل نتيجة الصحافة المهنية والحرة على التراجع ومحاولات التنصل من دعم إسرائيل في مجازرها.

 قبل عملية طوفان الأقصى مرت عليكم أيام سيئة كثيرة، أيام صعبة وحالكة لقصف إسرائيلي عشوائي والمظالم الأخرى ، لماذا لم تقوموا بمثل هذه العملية ردًا عليها حينها” لماذا انتظرتم الى السابع من أكتوبر”؟

المقاومة لم تتوقف يوماً عن مجابهة الاحتلال والدخول معه في معارك مختلفة، لقد خضنا معركة كبيرة في العام ٢٠٢١ بسبب الانتهاكات في القدس، وخاضت المقاومة معارك في العامين الأخيرين بسبب الجرائم الإسرائيلية المستمرة.

وهناك معارك وأعمال عسكرية تحتاج إلى ظروف مناسبة قبل البدء بها مثل التجهيز الجيد للمقاتلين ووضع الخطط المناسبة، وانتظار الوقت المناسب الذي تتوقع فيه أن تحقق فيه العملية أهدافها وهو ما جرى في معركة طوفان الأقصى، نجاح الهجوم يوم 7 أكتوبر كان نتاج لعوامل انتظار اللحظة المناسبة والتخطيط الجيد والإعداد.

 

أحمد أحمدي

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى