استعراض الصحافةtop

سلام على العظماء

كابول/ مقالة صحفية/1 شعبان/ باختر

أعلنت إمارت أفغانستان الإسلامية تسديد قرضها الأخير لتكون دولة بلا ديون، بينما يُطرح تساؤل حول قدرة الإسلام على الحكم.

تجارب إمارة الإسلامية تُظهر أن الإسلام يمكن أن يبتكر في الحكم والاقتصاد.

الإسلام والحكم – دروس لإمارة الإسلامية

منذ بضعة أيام، أعلنت إمارة أفغانستان الإسلامية تسديد آخر قرض دوليّ عليها “الكهرباء” لتصبح دولةً بلا ديون خارجية؛ لقد استغرق الأمرُ فقط سنتين ونصف السنة بعد عودة إمارة الإسلامية إلى الحكم!

طوال عقود صوّرت آلة الإعلام الرأسمالية الغربية والعديد من الوكالات الإعلامية الأخرى على أن قادة ومجاهدي إمارة الإسلامية يسكنون في الكهوف ولا دراية لهم بالسياسة والاقتصاد والتعليم؛ صوَّروهم للعالم على أنهم لا يملكون عقولاً، ولا يُفكِّرون إلا من خلال بنادقهم! وعلى العالم أن تصدّق رواياتهم، وإلا كانوا من أنصار الإرهاب، حتى وإن كانت روايتهم أكثر هشاشةً من قطعة بسكويت في كوب شاي! فهُم ببساطة متحضِّرون وأصحاب رسالة، يمكنهم أن يحتلُّوا بلداً ويطيحوا بحكومته، ويقتلوا شعبه، ويشرّدوا أهله، ويسرقوا ثرواته، ويُنصِّبوا حكومة مسخاً تُعينهم على هذا! أما الذي يحمل بندقية ويقاتل دفاعاً عن أرضه وعرضه ودينه فهو إرهابيّ ومتخلّف!

الغرب ببساطة لا تُرعبه المساجد وإن أُقيم على كل سطح منزلٍ مسجد! الغربُ يرعبه أن يكون للإسلام حكمٌ ودولة، لأنه وقتذاك سيتحوّل المسلمون من ذيل إلى رأس، ومن أمةٍ تُساق بالعصا إلى قادة عظماء يقود الأمم والعالم!

الإسلام متى أُتيح له أن يحكم بعدالته ووسطيّته وفهمه فهماً صحيحاً يُبدع! ولكَ أن تقارن بين اقتصاد أفغانستان اليوم، التي ألقت عن كاهلها نير الديون، ومزّقت وثيقة رقّ البنك الدوليّ، وبين اقتصاد غيرها من الدول التي كانت دائما في طور التطور والحضري، والحبلُ على الجرار.

بلاد المسلمين أغنى البلاد بالموارد ولاتنقنصهم شيئ، سوى الإدارة والإرادة في دولة تحكمُ بالإسلام فعلاً، لا في دولة أهلها مسلمون وقوانينها مستوردة، وإعلامها أسير، واقتصادها مربوط بنخاسة البنك الدوليَّ!

لقد صوّرت الدراما لبعض الدول الإسلامية المتدينين على أنهم حفنة إرهابيين بلهاء، وأضحكَ الشعوب كثيراً حين كان يكرّس في أذهانهم صورةً نمطيّة، تقدّم التَّدين والتّخلف على أنهما وجهان لعملة واحدة؛ وصوّرت لهم المتدينين على أنهم دراويش وأهل بركة، مكانهم المثالي في الزوايا والتكايا، أما الحكم فله أهله.. وهذا هو حال المسلمين اليوم بعد عقود من تنحية الإسلام عن الحكم، فما النتيجة؟ لا اقتصاد ولا تعليم ولا عسكر!

تجربة حماس في غزَّة هي الأخرى تجربة مذهلة، وبإمكانها أن تُخبرك بما يمكن للإسلام العظيم أن يفعله حين يحكم.

وعليكَ أن تقتنع أن الإسلام لا يصلح للحكم أبداً، وأنَّ هؤلاء الذين يسعون لتغيير قوانين اللعبة ليسوا أكثر من إرهابيين ومتخلفين، وأنهم المسؤولون عما وصلت إليه بلاد المسلمين.. منطق يُنحُّون به الإسلام عن الحكم ويُحمِّلون أهله تبعات فشلهم!

الإمارة الإسلامية صنعتْ معجزة في سنتين ونصف، في حين أن المشكلات الاقتصادية ما زالت تتفاقم في أنظمة حولنا عمرها عقود! وحماس صنعتْ معجزة في بقعة صغيرة محاصرة، هي أصغر من أصغر عاصمة من عواصم العالم! هذا الإسلام العظيم يُبدع حين يحكم!

أحمد أحمدي

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى